
الطيبة - "نبض الحياة" - استقبل الأب بشار فواضله، كاهن رعية المسيح الفادي للاتين في الطيبة، وفدًا من فرسان القبر المقدس – ألمانيا، في زيارة تضامنية وإنسانية تهدف إلى الاطلاع عن كثب على الأوضاع في البلدة والتعرف إلى المشاريع التي تقودها الكنيسة المحلية لدعم صمود السكان المحليين.
خلال اللقاء، وضع الأب فواضله الوفد في صورة تبعات الحرب المستمرة على أبناء شعبنا في قطاع غزة، بما تحمله من قتل ودمار واسع وتهجير قسري للآلاف من العائلات، وانعكاساتها الإنسانية العميقة على الشعب الفلسطيني ككل.
كما أطلعهم على الواقع الأمني والاقتصادي والسياسي في الضفة الغربية، مسلطًا الضوء على المعاناة اليومية التي يواجهها المواطنون في ظل الاقتحامات الإسرائيلية المتكررة، وانتشار الحواجز العسكرية التي تُقيّد حركتهم وتُعرضهم لتأخيرات طويلة ومعاملة غير إنسانية. هذه الممارسات تحول دون وصولهم إلى أماكن عملهم، والخدمات الأساسية، وأراضيهم الزراعية، في ظل اعتداءات متواصلة من قبل المستوطنين، ما يزيد من حدة الأوضاع ويهدد مصادر رزقهم واستقرارهم ويقوّض هويتهم الوطنية.
كما قدّم الأب بشار شرحًا مفصلًا عن برامج الرعية والمؤسسات التابعة لها، بما في ذلك المشاريع التنموية والاجتماعية، مثل مشروع الإسكان وخلق فرص العمل، والهادفة إلى تعزيز صمود العائلات المسيحية في البلدة والحد من الهجرة، في ظل الظروف المتردية التي يعيشها سكان المنطقة.
وزار الوفد خلال جولته في البلدة مقر إذاعة ومنصة "نبض الحياة"، حيث اطّلع على الرسالة الإعلامية التي تقدمها، ودورها في خدمة المجتمع المحلي وتعزيز الحضور المسيحي في الأرض المقدسة.
كما شملت الزيارة جولة في "بيت الأمثال"، وهو معلم ثقافي وسياحي يعكس التراث المحلي، ويُعتبر من أبرز محطات الجولات السياحية في البلدة. ويُبرز البيت مجموعة من الأمثال التي استخدمها السيد المسيح في تعاليمه كما وردت في الإنجيل، إلى جانب عدد من أمثال الكتاب المقدس، ما يُظهر بوضوح أن هذه الأمثال مستوحاة من واقع الحياة اليومية في الريف الفلسطيني، ويُجسّد الارتباط العميق بين الرسالة الإنجيلية والبيئة الثقافية والتقليدية للأرض المقدسة.

وقام الوفد بزيارة مدرسة البطريركية اللاتينية في الطيبة، حيث استقبلهم الأستاذ تامر نصر الله، مدير المدرسة، الذي قدّم لهم عرضًا شاملًا حول الأنشطة التعليمية والبرامج التربوية التي تقدمها المدرسة. كما أطلعهم على أبرز التحديات التي يواجهها قطاع التعليم في البلدة، مع تسليط الضوء على الجهود المستمرة لتحسين البيئة التعليمية رغم الصعوبات المحلية.
ويُذكر أن فرسان القبر المقدس – ألمانيا كانوا قد قدّموا دعمًا سابقًا لتجديد وتحديث ملعب كرة السلة التابع للرعية، والذي يُستخدم من قبل طلاب المدرسة وأبناء البلدة، في خطوة تهدف إلى تعزيز الأنشطة الرياضية وتوفير بيئة آمنة وصحية للشباب.
في ختام الزيارة، توجه الوفد إلى "بيت أفرام للمسنين"، التابع لبطريركية اللاتين في القدس، حيث كان في استقبالهم ماركو بصير، مدير البيت، وراهبات الكلمة المتجسد. خلال الجولة التي قاموا بها في مرافق البيت، استعرض الوفد الخدمات المتنوعة التي يقدمها البيت، بالإضافة إلى التعرف على تاريخ نشأته ودوره الهام في تقديم الرعاية للمسنين.
وأوضح بصير للوفد أن "بيت أفرام" تأسس عام 2005 ليكون ملاذًا آمنًا ورعاية شاملة للمسنين، حيث يسعى البيت إلى تحسين نوعية حياتهم من خلال تقديم رعاية طبية متكاملة، علاج طبيعي، تغذية صحية، فضلاً عن خلق بيئة إنسانية وروحية تعزز رفاهية النزلاء وتوفر لهم الأجواء المناسبة للعيش بكرامة.
تأتي هذه الزيارة في إطار الشراكة والتضامن مع المجتمعات المسيحية في الأرض المقدسة، وتعبيرًا عن دعم فرسان القبر المقدس المستمر لجهود الكنيسة المحلية في صون الوجود المسيحي وتعزيز الأمل في مستقبل أفضل للأجيال القادمة.

